هذه القصة حدثت قبل عدة سنوات
حنان و هدى طالبتان مجتهدتان متفوقتان في الدراسة ومن الأوائل دائما على الشعبة الدراسية ، و أسماءهم موضوعة دائما على لائحة الإمتياز .
إستمرا في تفوقهما حتى وصلا إلى المرحلة الثانوية العامة ( التوجيهي ) .
بدأ شبح التوجيهي يلاحق كل من حنان و هدى ، فحنان كانت تحلم أن تصبح طبيبة أطفال ، و هدى كانت تتمنى أن تدرس الصيدلة .
مرت الأيام ثقيلة و طويلة على كليهما و التوتر يسيطر عليهما ، فمصيرهما و حلمهما و مستقبلهما متوقف على هذه السنة و على التحصيل العلمي الذي سيحصلان عليه .
قطعن أي تواصل معهن ومع العالم الخارجي ، فأصبحن يذهبن من المدرسة إلى البيت و من البيت إلى المدرسة ، فيما عدا بعض الزيارات التي كانتا تتبادلانها بهدف الدراسة .
إنكببن على دروسهن يأكلن كتبهن أكلاً ، فقد كانت هي غذاءهم ، وينمن بضع ساعات يحلمن من خلالها بالإمتحان الوزاري تارة وبالنجاح تارة أخرى .
إلى أن جاء شهر رمضان و قررت هدى أن تصوم ، وعندما سألت حنان إن كانت ستصوم ، أجابتها أنها مترددة في هذا الشأن ، فالدراسة بحاجة إلى التركيز ، والصائم يفقد تركيزه حين يصوم .
حاولت هدى إقناعها أن التوفيق من عند الله ، و أن الله سبحانه و تعالى سيعوضها وقد يجعل أجرها و ثوابها على صومها و إلتزامها بطاعته سببا لنجاحها و تحقيقا لأمنيتها بأن تصبح طبيبة أطفال ، لكن يبدو أن حنان كانت قد حسمت أمرها و قررت عدم الصوم حتى لا تضيع أي لحظة تمنعها من التركيز على دراستها .
و انتهى شهر رمضان .
ومضت الأيام والفتاتان منكبّتان على كتبهما ، حتى جاء موعد إمتحان الثانوية العامة .
لكن رغم كل التحضيرات التي حضرتها حنان للإمتحان ، ورغم إدراكها أنها حفظت المنهاج كله من أول صفحة في الكتاب لآخر صفحة فيه ، ورغم أنها أعادت حفظه ثلاثة مرات في الأيام القليلة التي سبقت الإمتحان إلا أنها شعرت بتوتر كبير وهي تستلم ورقة الإمتحان ، توتر أنساها معظم ما كانت تحفظه ، أما هدى فقد زال توترها بمجرد أن سمّت بالله و بدأت بقراءة الأسئلة ، وسرت في أوصالها راحة كبيرة حين شعرت أن أجوبتها حاضرة في ذهنها وأن ذاكرتها لم تخونها كما فعلت مع صديقتها حنان .
يوم النتائج كان يوم فرح لهدى و يوم حزن لحنان ، فقد نجحت هدى بتفوق و حصلت على معدل يسمح لها بدراسة الصيدلة الذي لا طالما كانت تحلم به ، أما حنان فقد رسبت في مادة الرياضيات .
لم تكن حالة حنان النفسية تسمح لها بزيارة هدى لتهنئها على نجاحها ، لكن هدى هي من زارت حنان .
فبكت حنان حين رأتها ، فقالت لها هدى :
لقد كنتِ يا حنان أكثر مني حرصا على الدراسة ، كنتي ترفضي أي لحظة تلهيكِ عن دراستك ، حتى الصلاة أصبحتي تقطعينها إن لم تجدي لها وقتا حتى لا تقطعك عن دراستك وحتى لا تأخذ منك وقتا كنتِ قد خصصتيه للدراسة .
أما أنا فقد كنت أكثر منك عبادة ، حريصة على أداء الصلاة في وقتها ، وعلى صوم شهر رمضان ، حتى قيام الليل لم أتركه يوما ، كان قلبي دائما يلهج بالدعاء لأني كنت على يقين أنا التوفيق من عند الله ، فاجتهدت ثم توكلت عليه .
أما أنتِ فقد إجتهدتِ لكنك لم توكلي أمرك لله ، فإذا أردتي النجاح يجب أن تؤمني أن التوفيق من عند الله يهبه لمن يشاء .
توكلي عليه و أحسني الظن به .
حنان و هدى طالبتان مجتهدتان متفوقتان في الدراسة ومن الأوائل دائما على الشعبة الدراسية ، و أسماءهم موضوعة دائما على لائحة الإمتياز .
إستمرا في تفوقهما حتى وصلا إلى المرحلة الثانوية العامة ( التوجيهي ) .
بدأ شبح التوجيهي يلاحق كل من حنان و هدى ، فحنان كانت تحلم أن تصبح طبيبة أطفال ، و هدى كانت تتمنى أن تدرس الصيدلة .
مرت الأيام ثقيلة و طويلة على كليهما و التوتر يسيطر عليهما ، فمصيرهما و حلمهما و مستقبلهما متوقف على هذه السنة و على التحصيل العلمي الذي سيحصلان عليه .
قطعن أي تواصل معهن ومع العالم الخارجي ، فأصبحن يذهبن من المدرسة إلى البيت و من البيت إلى المدرسة ، فيما عدا بعض الزيارات التي كانتا تتبادلانها بهدف الدراسة .
إنكببن على دروسهن يأكلن كتبهن أكلاً ، فقد كانت هي غذاءهم ، وينمن بضع ساعات يحلمن من خلالها بالإمتحان الوزاري تارة وبالنجاح تارة أخرى .
إلى أن جاء شهر رمضان و قررت هدى أن تصوم ، وعندما سألت حنان إن كانت ستصوم ، أجابتها أنها مترددة في هذا الشأن ، فالدراسة بحاجة إلى التركيز ، والصائم يفقد تركيزه حين يصوم .
حاولت هدى إقناعها أن التوفيق من عند الله ، و أن الله سبحانه و تعالى سيعوضها وقد يجعل أجرها و ثوابها على صومها و إلتزامها بطاعته سببا لنجاحها و تحقيقا لأمنيتها بأن تصبح طبيبة أطفال ، لكن يبدو أن حنان كانت قد حسمت أمرها و قررت عدم الصوم حتى لا تضيع أي لحظة تمنعها من التركيز على دراستها .
و انتهى شهر رمضان .
ومضت الأيام والفتاتان منكبّتان على كتبهما ، حتى جاء موعد إمتحان الثانوية العامة .
لكن رغم كل التحضيرات التي حضرتها حنان للإمتحان ، ورغم إدراكها أنها حفظت المنهاج كله من أول صفحة في الكتاب لآخر صفحة فيه ، ورغم أنها أعادت حفظه ثلاثة مرات في الأيام القليلة التي سبقت الإمتحان إلا أنها شعرت بتوتر كبير وهي تستلم ورقة الإمتحان ، توتر أنساها معظم ما كانت تحفظه ، أما هدى فقد زال توترها بمجرد أن سمّت بالله و بدأت بقراءة الأسئلة ، وسرت في أوصالها راحة كبيرة حين شعرت أن أجوبتها حاضرة في ذهنها وأن ذاكرتها لم تخونها كما فعلت مع صديقتها حنان .
يوم النتائج كان يوم فرح لهدى و يوم حزن لحنان ، فقد نجحت هدى بتفوق و حصلت على معدل يسمح لها بدراسة الصيدلة الذي لا طالما كانت تحلم به ، أما حنان فقد رسبت في مادة الرياضيات .
لم تكن حالة حنان النفسية تسمح لها بزيارة هدى لتهنئها على نجاحها ، لكن هدى هي من زارت حنان .
فبكت حنان حين رأتها ، فقالت لها هدى :
لقد كنتِ يا حنان أكثر مني حرصا على الدراسة ، كنتي ترفضي أي لحظة تلهيكِ عن دراستك ، حتى الصلاة أصبحتي تقطعينها إن لم تجدي لها وقتا حتى لا تقطعك عن دراستك وحتى لا تأخذ منك وقتا كنتِ قد خصصتيه للدراسة .
أما أنا فقد كنت أكثر منك عبادة ، حريصة على أداء الصلاة في وقتها ، وعلى صوم شهر رمضان ، حتى قيام الليل لم أتركه يوما ، كان قلبي دائما يلهج بالدعاء لأني كنت على يقين أنا التوفيق من عند الله ، فاجتهدت ثم توكلت عليه .
أما أنتِ فقد إجتهدتِ لكنك لم توكلي أمرك لله ، فإذا أردتي النجاح يجب أن تؤمني أن التوفيق من عند الله يهبه لمن يشاء .
توكلي عليه و أحسني الظن به .