منتدي الدنيا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي شيق ومميز به كل ما تحتاجون اليه

قصه هامه جدااا S9e62038

    قصه هامه جدااا

    احمـد
    احمـد
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 125
    نقاط : 1276
    تاريخ التسجيل : 19/08/2009
    العمر : 30
    الموقع : مصر

    قصه هامه جدااا Empty قصه هامه جدااا

    مُساهمة  احمـد السبت أغسطس 22, 2009 8:35 pm

    هذه القصة حدثت قبل عدة سنوات

    حنان و هدى طالبتان مجتهدتان متفوقتان في الدراسة ومن الأوائل دائما على الشعبة الدراسية ، و أسماءهم موضوعة دائما على لائحة الإمتياز .
    إستمرا في تفوقهما حتى وصلا إلى المرحلة الثانوية العامة ( التوجيهي ) .




    بدأ شبح التوجيهي يلاحق كل من حنان و هدى ، فحنان كانت تحلم أن تصبح طبيبة أطفال ، و هدى كانت تتمنى أن تدرس الصيدلة .

    مرت الأيام ثقيلة و طويلة على كليهما و التوتر يسيطر عليهما ، فمصيرهما و حلمهما و مستقبلهما متوقف على هذه السنة و على التحصيل العلمي الذي سيحصلان عليه .




    قطعن أي تواصل معهن ومع العالم الخارجي ، فأصبحن يذهبن من المدرسة إلى البيت و من البيت إلى المدرسة ، فيما عدا بعض الزيارات التي كانتا تتبادلانها بهدف الدراسة .
    إنكببن على دروسهن يأكلن كتبهن أكلاً ، فقد كانت هي غذاءهم ، وينمن بضع ساعات يحلمن من خلالها بالإمتحان الوزاري تارة وبالنجاح تارة أخرى .




    إلى أن جاء شهر رمضان و قررت هدى أن تصوم ، وعندما سألت حنان إن كانت ستصوم ، أجابتها أنها مترددة في هذا الشأن ، فالدراسة بحاجة إلى التركيز ، والصائم يفقد تركيزه حين يصوم .

    حاولت هدى إقناعها أن التوفيق من عند الله ، و أن الله سبحانه و تعالى سيعوضها وقد يجعل أجرها و ثوابها على صومها و إلتزامها بطاعته سببا لنجاحها و تحقيقا لأمنيتها بأن تصبح طبيبة أطفال ، لكن يبدو أن حنان كانت قد حسمت أمرها و قررت عدم الصوم حتى لا تضيع أي لحظة تمنعها من التركيز على دراستها .
    و انتهى شهر رمضان .




    ومضت الأيام والفتاتان منكبّتان على كتبهما ، حتى جاء موعد إمتحان الثانوية العامة .
    لكن رغم كل التحضيرات التي حضرتها حنان للإمتحان ، ورغم إدراكها أنها حفظت المنهاج كله من أول صفحة في الكتاب لآخر صفحة فيه ، ورغم أنها أعادت حفظه ثلاثة مرات في الأيام القليلة التي سبقت الإمتحان إلا أنها شعرت بتوتر كبير وهي تستلم ورقة الإمتحان ، توتر أنساها معظم ما كانت تحفظه ، أما هدى فقد زال توترها بمجرد أن سمّت بالله و بدأت بقراءة الأسئلة ، وسرت في أوصالها راحة كبيرة حين شعرت أن أجوبتها حاضرة في ذهنها وأن ذاكرتها لم تخونها كما فعلت مع صديقتها حنان .




    يوم النتائج كان يوم فرح لهدى و يوم حزن لحنان ، فقد نجحت هدى بتفوق و حصلت على معدل يسمح لها بدراسة الصيدلة الذي لا طالما كانت تحلم به ، أما حنان فقد رسبت في مادة الرياضيات .




    لم تكن حالة حنان النفسية تسمح لها بزيارة هدى لتهنئها على نجاحها ، لكن هدى هي من زارت حنان .



    فبكت حنان حين رأتها ، فقالت لها هدى :
    لقد كنتِ يا حنان أكثر مني حرصا على الدراسة ، كنتي ترفضي أي لحظة تلهيكِ عن دراستك ، حتى الصلاة أصبحتي تقطعينها إن لم تجدي لها وقتا حتى لا تقطعك عن دراستك وحتى لا تأخذ منك وقتا كنتِ قد خصصتيه للدراسة .
    أما أنا فقد كنت أكثر منك عبادة ، حريصة على أداء الصلاة في وقتها ، وعلى صوم شهر رمضان ، حتى قيام الليل لم أتركه يوما ، كان قلبي دائما يلهج بالدعاء لأني كنت على يقين أنا التوفيق من عند الله ، فاجتهدت ثم توكلت عليه .
    أما أنتِ فقد إجتهدتِ لكنك لم توكلي أمرك لله ، فإذا أردتي النجاح يجب أن تؤمني أن التوفيق من عند الله يهبه لمن يشاء .
    توكلي عليه و أحسني الظن به .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 1:36 pm